الحفريات تخترق جدران الأقصى وتُهدد أساساته
https://almustakel.blogspot.com/2014/03/blog-post_7812.html
منذ اللحظة الأولى لاستكمال احتلال مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك عام 1967م، تواصل ما تسمى "بسلطة الآثار الإسرائيلية" حفرياتها الواسعة وأنفاقها في محيط وأسفل المسجد، لتخترق جدرانه وأساساته، وتُحدث تشققات وانهيارات ترابية بداخلها تؤثر على سلامة المباني، وتشكل خطرًا كبيرًا على وجوده.
وحولت سلطات الاحتلال هذه الحفريات إلى مقرات تلمودية توراتية سياحية، وأقامت المتاحف والمعارض فوق الأرض وتحتها، ودمرت بشكل كامل كل الآثار التاريخية العريقة الموجودة منذ الفترة الأموية وحتى العثمانية، وكذلك الفترة الكنعانية.
ويبلغ عدد الحفريات ما بين 40-60 حفرية، تتركز حاليًا أسفل باب السلسلة، وأسفل باب المطهرة، وأسفل طريق باب المغاربة، وقد وصل الحفر إلى أعماق خمسة أمتار أسفل أساسات الأقصى، ووصل طول الأنفاق إلى 3 آلاف متر، وفق ما يقول مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا.
ويضيف أبو العطا أن الحفريات الصهيونية بدأت من منطقة ساحة البراق وحي المغاربة غرب المسجد الأقصى، ومن ثم تدمير الحي بأكمله بكل ما يشمل من عقارات وآثار. ويوضح أن الحفريات توسعت فيما بعد ووصل أعماقها إلى 15مترًا، حيث تنفذ سلطات الاحتلال منذ خمس سنوات حملة واسعة من الحفريات تتركز في خمس مناطق، أولها المنطقة الغربية من المسجد الأقصى، وتشمل حفريات ما يسمى بطريق باب المغاربة.
وثانيَا حفريات أقصى الجهة الغربية الشمالية من ساحة البراق تركزت فيها بشكل كبير منذ عام 2007، وثالثًا جنوب الأقصى من المنطقة الممتدة من الزاوية الشرقية الجنوبية من الخارج حتى الزاوية الغربية، حيث تشهد حفريات واسعة وعميقة، وتم تحويلها إلى منطقة تسمى "بمطاهر الهيكل" أو المسار التوراتي.
حفريات ضخمة ووفق أبو العطا، فإن منطقة مدخل حي وادي حلوة الذي يبعد عن الجدار الغربي للأقصى 100متر ، وعن السور التاريخي للقدس 20مترًا، تشهد حفريات منذ عام 2003، وقد وصل عمقها إلى 18مترًا على ستة دونمات، وهي أضخم حفرية. ويلفت إلى أنه يوجد في هذه المنطقة آثار منذ الفترة الأموية وحتى العثمانية، وكذلك آثار منذ الفترة الكنعانية، وقد تم تدميرها وإخفائها بشكل كامل أو جرى تحويل جزء منها لمخازن تابعة "لسلطة الآثار" أو تم إعادة العمل فيها ووضع لمسات عبرية عليها.
ويتابع أن هناك حفريات إسرائيلية تجري تحت الأرض خلال الخمس سنوات الأخيرة، وتمتد من منطقة عين سلوان على بعد 750 مترًا عن المسجد الأقصى وتتجه شمالًا باتجاه المسجد، وتصل إلى منطقة أسفل حائط البراق، لافتًا إلى أن طول هذا النفق يبلغ 800 متر تحت الأرض، وتتشعب منه عدة تفرعات. ويبين أن هناك حفريات تجري على طول الجدار الغربي للأقصى أسفل الأرض بدءً من الزاوية الجنوبية الغربية لحائط الجدار الغربي،
وتمر عبر أبواب الأقصى من الأسفل، وتصل لمنطقة السور الشمالي عند المدرسة العمرية، مشيرًا إلى أن هذا النفق تم العمل فيه على مدار 20عامًا، وطوله 680مترًا. وينوه إلى أن العمل في هذا النفق مازال جاريًا حتى اللحظة، ويستعمل كمسار تلمودي توراتي سياحي، لافتًا إلى أن كل الحفريات تتركز حاليًا أسفل باب السلسلة، أسفل باب المطهرة، أسفل طريق باب المغاربة، حيث وصل الحفر إلى أعماق خمسة أمتار أسفل أساسات الأقصى، حيث تكشفت أساساته والحجارة العملاقة فيه. وتتواصل الحفريات أيضًا في منطقة ما يسمى "بمغارة الكتان"، وهي موجودة أسفل السور الشمالي للبلدة القديمة ما بين بابي العامود والساهرة، وتتجه شمالًا باتجاه الجنوب، ومن المخطط أن تلتقي مع النفق الغربي تحت المدرسة العمرية.
ويقول أبو العطا : " نحن اليوم أمام شبكة من الأنفاق يصل طولها إلى 3 آلاف متر من الجنوب حتى الشمال، بالإضافة إلى وجود تفرعات من الحفريات والأنفاق تمتد من المسجد الأقصى ومنطقة باب المغاربة باتجاه الشرق، وتصل لمنطقة الكأس المتوضأ". ويشير إلى أن هناك انهيارات ترابية وتشققات في المصاطب وساحة المسجد الأقصى،
وكذلك سقوط أشجار معمرة أكثر من مرة في خط هذا النفق، وهناك نفق ثاني نعتقد بأنه يمتد من منطقة باب السلسلة باتجاه الشرق ويصل إلى منطقة "سبيل قايتباي"، والنفق الثالث يدخل إلى حيز الأقصى من منطقة باب المطهرة.
مخاطر كبيرة وبشأن مخاطر تلك الحفريات على الأقصى، يؤكد أبو العطا أن تلك الحفريات تؤثر على سلامة مباني المسجد، لأن هناك تشققات وانهيارات حدثت في الجدار الغربي للمسجد من جهة ساحة البراق، وهناك انهيارات على امتداد الجدار، وخاصة في البيوت الملاصقة له، وتشققات في أعمدة المصلي المرواني وغيرها.
ويضيف أن الاحتلال حول هذه الحفريات إلى مقرات تلمودية توراتية سياحية، حيث يتجول السائح والزائر في هذا المسار، برفقة مرشدين يقدمون لهم شرحًا عن تاريخ عبري واهم، كما وضع متاحف ومعارض سواء تحت الأرض أو فوقها تدعو لبناء الهيكل المزعوم.
ودمر الاحتلال خلال تلك الحفريات- حسب أبو العطا- كليًا طبقات أثرية تاريخية عملاقة تعود لما قبل 6 آلاف سنة قبل الميلاد، وجرى وضع وتخصيص ساحات في حيز الأنفاق، وخاصة أسفل الأقصى، وكنس يهودية يصل عددها إلى سبعة.
وحول كيفية مواجهة تلك الإجراءات، يشدد على أنه لا يمكن مواجهتها إلا بجهد إسلامي عربي فلسطيني موحد، وعبر تشكيل لجنة مختصة فنيًا وهندسيًا من جميع الدول العربية والإسلامية وبدعم من حكوماتها وبموقف جاد لفحص آثار الحفريات على الأقصى، وإعداد التقارير بشأن ذلك، ووضع خطة لمجابهة كل ما يجري.
وينبه لمخاطر تلك الحفريات، قائلًا إننا وصلنا لمرحلة بناء "مدينة يهودية" تحت الأرض، لذا لابد من الضغط على المجتمع الدولي لوقف الحفريات التي تخالف كل المقررات الدولية، والتي تحمي الآثار.